قطٌّ شقيٌّ جدًّا

قصة: عبير الطاهر

رسوم: مايا فدّاوي

إصدار: دار الياسمين

أول ما لفت انتباهي في القصة هو رسوماتها البديعة، قطعة فنية أخرى أبدعتها الفنانة مايا فداوي، ورسمت فيها مشاهد من زوايا مختلفة وغير تقليدية، رسمت فيها بذوقٍ عالٍ، وفن يتوجب علينا كشف أطفالنا عليه، لتعتاد عيونهم على ذوقٍ رفيع.

موضوع القصة، جذبني كذلك، علاقة تكاد تكون نادرة في واقعنا، بين رجل وقط، إلا أنها علاقة مميزة، وتعني لي بشكل خاص وموجودة في محيطي القريب وبين ناسي الأعزاء . يعيش الرجل وحيدًا إلى أن يصادف القط ويقرران أن يصبحا شريكين ويقومان بكل شيءٍ معًا، ولكن، "كما في كل العلاقات" لا بد من وجود خلافات وعدم تلاؤم في بعض المواقف، تعطينا القصة صغارًا وكبارًا درسًا في العلاقات، في تقبل الشريك مع عيوبه، فهل يمكن أصلًا أن نجد شريكًا يتطباق مع أحلامنا، كيف علينا أن نتعامل مع "عيوبه" إذًا؟ وهل هي حقًا عيوب، أم أنها مجرد اختلاف عنّا وعن طباعنا وعاداتنا؟ هل سنتخلى عن هذا الشريك؟ وهل سنرتاح إذا تخلينا عنه؟ كثيرٌ من الأسئلة تطرحها هذه القصة وتواجهنا بها.

كيف يمكن لأكثر تصرف يزعجنا في شريكنا أن يكون المنقذ لنا في محنتنا؟!!

هل نهرب من مشاكلنا أم نواجهها؟ وإذا هربنا!؟ إلى أين؟ ما هو أبعد مكانٍ في العالم؟ درس جغرافيا قصير ورحلة في كرتنا الأرضية نستمتع بها في هذا الكتاب..

أنصح بالكتاب للأجيال الصغيرة والكبيرة، لغته بسيطة ونصه كبير وتلائم الصغار منذ جيل 3 سنوات أو حتى أقل. ومعناه كبير وواسع ويلائم جميع الأجيال بدون تحديد، علينا فقط أن نستمرّ في طرح الأسئلة مع المتلقي/ة ونفتح أبواب النقاش.