سأمسك بكِ إذا سقطتِ

الكتب التي تندرج تحت كتب بداية القراءة، لعدة أسباب، فبالإضافة لكون الكتاب يحتوي نصًا قصيرًا بخطٍ كبير واضح ومع تشكيلٍ كامل للأحرف مما يجعله سهلًا على الأطفال والمبتدئين بالقراءة، كما أن قلّة كلماته اشجعهم على خوض المغامرة والانغماس بين صفحاته. وليس هذا فقط، بل إن القصة بداخل هذا الكتاب تناسب فعلًا أجيال متعددة، ويمكن فهم عمق النص على عدة مستويات وفقًا للجيل وللتجربة في الحياة.

تبدأ القصة من الأنا، من الطفل الذي يمسك بشبكته محاولًا الاصطياد من البحر، ثم تصبح الرؤيا أوسع فنرى الأم التي تبقيه آمنًا، ثم أوسع فيظهر الربان وأوسع لتظهر النجمة، ولكن على الدائرة أن تُغلق فمن الذي سيبقي النجمة آمنةً؟

سيلاحظ الطفل في الرسومات الجميلة ذات الألوان الهادئة التي تبعث على السكينة والطمأنينة (ربما ليس في القراءة الأولى) وجود رمزٍ للإجابة عن السؤال المطروح في كل موقف، فكف يد الأم يظهر في الصفحة الأولى، وطرف رأس الربان في المشهد الثاني، وهكذا..

نلاحظ وجود ذات الفعل/الصفة بتصريفات مختلفة: مذكر ومؤنث، مفرد ومثنى ما يعيدنا لفئة بداية القراءة

تكسر القصة بعض القوالب الجندرية النمطية، بكون رحلة الصيد تجري بمرافقة الأم، بينما ينتظرهم الأب في المنزل ويلاقيهم بكل فرحٍ والابتسامة ترتسم على وجوههم جميعًا (أنظروا الصورة المرفقة).

تلائم القصة الأطفال الصغار جدًا من جيل سنتين وفوق كما تناسب مرحلة بداية القراءة وتناسب البالغين: "صغارًا كنا أو كبارًا، جميعنا نحتاج إلى من يهتم، بنا ونثق به.

هذه القصة مهداة لكل شخص تساءل: من سيبقيني آمنًا؟ ولكل شخثٍ أجابه: أنا."