الزحلوقة

عنتر يفضّل أن تبقى الزحلوقة له وحده ولا يحب أن يشارك أحدًا من أصدقائه اللعب، لا يدع غنتر أحدًا منهم يتزحلق على الزحلوقة.

يمثّل هذا التصرّف واحتكار الأشياء - وخاصة الألعاب، أجيال الطفولة المبكرة التي تحاول فحص حدود نفوذها وتأثيرها، حيث يبدأ الطفل باستيعاب فكرة الأنا وفكرة الممتلكات الشخصية ومعناها. في القصة نتعرف على عنتر الذي يحتكر الزحلوقة ولا يدع أحد من الأطفال يلعب معه، وهكذا خطوة تلو الأخرى، صفحة تلو الأخرى، يبتعد أصدقاؤه عنه ويبحثون عن ألعاب أخرى يلعبونها معًا. عندها يبدأ عنتر بالتفكير بمعنى متعة اللعب وطبيعتها هل يفضّل أن يكون وحده أم ينضمّ للآخرين؟

الكتاب يثير الكثير من التساؤلات عند الطفل ويمثّل الكثير من المميزات لأطفال آخرين من حوله، فنجد ادعاءات عنتر تمثّل ادعاءات قد يقولها أي طفل مثل "هذه الزحلوقة ليست للبنات الدلوعات مثلكما" (لتوأم الزرافات)، أو "سبقتكم إليها، انها لي". كلها جمل تعتمد على طريقة تفكير طفوليّة معيّنة، مثل الاقصاء الجندري أو اعتماد الملكية بالأسبقية وغير ذلك. من خلال هذه الجمل يكشفنا الكتاب لطبيعة منطق الأطفال الذي يمكننا اسقاطه كثيرًا على عالم البالغين أيضًا.

في نهاية المطاف يفهم عنتر أنه عندما يتصرف بهذا الشكل فهو يخسر ما هو أهم - متعة اللعب المشترك والمشاركة.