التّعلم من خلال المشي- فلسفة تربوية ونهج حياة

الهَواءُ النَّقيُّ، ورائحَةُ المَطَرِ الطّازجِ، أصواتُ الطُّيورِ بين الأشجارِ الكَبيرةِ والمورِقَةِ - هل هناك مُتعَةٌ أكبرُ من مُتعةِ الانْغِماسِ في الطّبيعةِ؟

هذا ما آمَنَ به المُربّي خليل السَكاكيني وما علّمنا إيّاه فِكرُهُ التّربويُّ وفلسفتهُ بالحياةِ.

أحبَّ السّكاكيني الطبيعةَ، وآمنَ أنّها المدرسةُ الحقيقيّة. ويمكن اعتبار السّكاكيني من روّادِ نظريةِ التّعلمِ من خلال المَشْيِ في العالمِ. حيثُ عمل على إخراجِ طلّابهِ إلى الطّبيعةِ وقامَ هو بنفْسِهِ بتمريرِ العَديدِ من الدُّروسِ بين أحضانِ الطّبيعةِ، دُروسٌ مثلَ العُلوم، والجغرافيا، والرّياضيات، والفنِّ.

قضاء الوقت في الطبيعة يعزّز المقدرة على الانتباه والانضباط الذاتيّ والإبداعِ واللّياقة البدنيّة والتّواصل الاجتماعيّ لدى الأطفال. ويمكن أن يساعد أيضًا في خفض مستويات التوتر.

لا تقتصر ممارسة المشي في الطبيعة على الجنبِ الرّياضيِّ، بل هي فرصة للاسترخاء والتواصل مع الطُّلاب من خلال خلقِ أنشطةٍ وذكرياتٍ إيجابيةٍ معًا.  المشي في الطبيعة يحفز جميع حواس الطفل (ماذا ترى؟ تشعر؟ تسمع أو تشم؟) ويوفر نهجًا عمليًا للتعلم عن العالم. كما أنه يعزّز الإبداع والخيال من خلال السّماح للأطفال بالتفاعل بحريّة مع الطّبيعة بطرقهم الإبداعية، كما تعزّز ارتباطَ الطّفلِ بالطّبيعة وتزيدُ من رغبتهِ بحمايتها، والحفاظ عليها.

ونحن في دار أطافيل للنشر اخترنا أن نقدم لكم نهج المربي والأديب خليل السكاكيني بأكثر من طريقة:

كتاب رحلتي مع السكاكيني للفتيات والفتيان من جيل 10 سنوات وفوق يحكي قصة عمرو مع مدرسته ومذكرات والد جدّته الذي تعلّم في المدرسة الدستورية التي أسّسها السكاكيني

كتاب حلم جوري وهو كتاب كوميكس يحكي قصة جوري التي تلتقي بجدّ جدّها ويأخذها في رحلةٍ عبر الزمن إلى المدرسة الدستورية التي أسّسها السكاكيني

 وأخيرًا كراس أنشطة عائلية وصفيّة بعنوان: التّعلم من خلال المشي. والذّي سنقوم بالتركيز على مضمونه من خلال هذا المقال.

يقترح علينا هذا الكراس مجموعةً من الأنشطة البسيطة من حيث التخطيط والتطبيق، ولكنها عميقة من حيث الفوائد التي تكسبنا إياها وتستند جميعها إلى مبادئ منهج التعلم من خلال المشي الذّي أسّسه المربي والأديب خليل السكاكيني:

  • رسم أوراق الشجر: خلال تجوّلنا في الطبيعة نصادف الكثير من أوراق الأشجار والنباتات وجزء منها قد سقط على الأرض، يقترح علينا النشاط أن نحضّر قبل خروجنا: علبةً صغيرة أو كيسًا لتجميع الأوراق المتساقطة يمكن أيضًا أن نتزوّد بأوراق رسم وأقلام وألوان ونقوم بالنشاط خلال تواجدنا في الطبيعة 
  • الإنصات للأصوات من حولنا: النشاط المقترح هنا مناسب للكثير من الأماكن أمّا القيام به في الطبيعة فله رونقٌ خاص: في هذا النشاط يُطلب منّا التزوّد بأوراق وأقلام للكتابة سنخطّط في الورقة جدولًا عنوانه الأصوات من حولنا، ونكتب على رأس الورقة تاريخ ومكان القيام بهذا النّشاط، نرسم في الجدول أربعة أعمدة عناوينها: وصف الصوت، كائن حيّ/جماد اسم الصّوت ومصدر الصوت نختار مكانًا نجلس فيه وننصت ويمكننا تغيير المكان بعد عدّة دقائق أو أكثر إن اقتضى الأمر، ننصت ونعدّ الأصوات التي تصل إلى آذاننا ثمّ نقوم بوصف كلّ صوتٍ، نذكر مصدر الصوت ونحدّد إن كان يأتي من كائن حيّ أو جماد، ندوّن اسمه، إن كان له اسم (فيما يلي أمثلة لأسماء الأصوات)، مثلًا إن كنّا بالقرب من غديرٍ سنسمع صوتًا عذبًا يصدر من جماد وهو الماء واسم هذا الصوت خرير أو إن حامت حولنا نحلةٌ نسجل أن الصوت خافت لكنّه مزعج قليلًا أو ربما مخيف قليلًا، يصدر عن النحلة وهي كائنٌ حيّ واسمه الطنين

 

 

Back to blog

Leave a comment

Please note, comments need to be approved before they are published.